مسرحية "منظر طبيعي" للمخرجة دلال فياض في مهرجان دبا الحصن"6".
2023 ,25 أيار
بوستر مسرحية منظر طبيعي
رسمي محاسنة: صوت العرب – الاردن.
تشارك الاردن في مهرجان دبا الحصن، بدورته الخامسة بمسرحية "منظر طبيعي" لفرقة ملتقة الظلال، للمخرجة "دلال فياض"، عن نص الالماني "هارولد بنتر"، ومن تمثيل الفنانين" بكر الزعبي وياسمين الدلو".
العرض يفتح على زوجين ،من اللحظة الاولى يحس المتلقي بحالة من عدم التواصل بينهما،حيث خطوط الاضاءة تحاصر الشخصيات، وبعض الاشارات الدالة على المحيط الخارجي،التي تزيد من حالة الاحتقان والاغتراب، رغم ان الحوار بين الزوجين في معظمه عن هذا الخارج"شاطيء البحر، الحانه...."،الا انه حديث ذهني،اقرب الى التهيؤات او اختلاق الاحداث، وفي العمق نافذه مصممة بالضؤ، تبقى مغلقة طيلة العرض.وحفرة بينهما بانتظار لحظة سقوط احدهما او سقوط الاثنين.
حوارات كلما تقدمت الى الامام، كلما تباعد الزوجان، الى ان يصلا الى طريق من الصعب ان يلتقيا، بعد ان وضعا نفسيهما في خطين متوازين.
خط يمثل الواقعية التي يجسدها الزوج" بكر الزعبي" في معظم حواراته، وخط الوهم والعيش في عالم متخيل تمثله الزوجة"ياسمين الدلو"،وبالتالي فان المخرجة صممت فضاء يعكس دواخل الشخصيات التي تعيش على طرفي نقيض.
تستمر مناوشات الماضي بالحاضر،الزوجة بما تعيشه في مخيلتها، والزوج بما يحاول به استعادة الزوجة الى الحاضر، وان تضع قدميها على الارض،لكن الحياة والايام تتحول الى وتيرة واحده، لاجديد فيها،بل يزداد التباعد، والوحده،ولا شيء سوى الفراغ البارد الذي حبسته المخرجة بين جدران خطوط الاضاءة،وفراغ في الداخل فقد كل "ممكنات" التواصل،او الاسترجاع الحقيقي لحياة اصبحت تقف على مشارف اليأس.
هذا الاقتصاد في ادوات المسرح من ديكور واكسسوارات،جعل فضاء المسرح متماهيا مع حوارات ودواخل الشخصيات، بهذا الفراغ والبرود المخيف،والانعزال عن كل ماهو بالخارج، وحتى هذا الخارج من شاطيء وحانة واشخاص،هي ليست الا تماديا في حالة التشظي والشروخ والانهيارات العشوائية في دواخل الزوجين.
اختارت المخرجة"دلال فياض" بناء رؤيتها الاخراجية بتقديم معادل بصري للنص الذي التزمت به،فكان هذا التدفق في الحوارات والثرثرة والقسوة والمفردات النابية احيانا،لان لا احد يسمع الاخر،ولا صدى لكل هذه التداعيات،لان كل واحد يتمترس خلف مشاعرة،وتذهب في الفراغ كل محاولات الزوج لبث الروح في العلاقة التي وصلت الى طريق مسدود حد العبث.
ووظفت المخرجة "دلال فياض"سينوغرافيا العرض بحيث اطلقت العنان للمشاعر واحاسيس اللحظة الراهنة، او تلك التي تم استدعاؤها من الماضي،، فكان عرضا ادخل المتفرج في لعبة لا تلتقي فيها الشخصيات،مع كسر اللحظات القاتمة والرتيبة،بمواقف كوميدية.حتى لحظة المشهد الاخير الذي يعيدنا للمربع الاول،في تساؤل مفتوح على الاحتمال والتأويل.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون