صوت العرب: الرباط – المغرب.
اختتمت في مسرح محمد الخامس بالرباط، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار برنامج الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، بفوز عرضين مسرحيين: "لا اسم لي" من جزر القمر و"كان يا مكان التنورة" من المغرب.
المهرجان نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع جمعية شعاع القمر في الفترة من 24 إلى 30 أبريل 2023، وقد حضر حفل الاختتام ثلة من الشخصيات السياسية والثقافية، وافتتحه المندوب العام للرباط عاصمة الثقافة الإفريقية ومدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد بن يعقوب والذي شكر في كلمته كل المساهمين في إنجاح تنظيم هذه التظاهرة. وفي هذا الصدد، أشار إلى أن “هذا أسبوع المهرجان طبع بلحظات رائعة من المشاركة والاكتشاف بفضل ما قدمته الفرق المسرحية العشر التي تمت دعوتها لهذه المناسبة، والتي عكست التنوع والإبداع وفوق ذلك مواهب فناني المسرح بقارتنا“.
وتابع السيد بن يعقوب “نحن فخورون بتنظيم لقاءات مكنتنا من تحليل ومناقشة واقع المسرح وفق مقاربة شاملة وتشاركية ومحلية، مبرزا غنى الدروس المستفادة من هذه اللقاءات، ومعبرا عن تطلعه إلى تآزر حقيقي من أجل هيكلة سوق المسرح الإفريقي”.
وبعد الاحتفاء بالفنان المالي حبيب ديمبيلي الذي تم تكريمه في حفل افتتاح المهرجان، بقراءته لنص إبداعي كفقرة فنية في حفل الاختتام، تلى المسرحي كيرا كلود غينغاني مدير المركز الثقافي غامبيدي / Gambidi في بوركينا فاسو بلاغ الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي بالرباط، والذي دعى إلى العمل على إنشاء سوق للفنون الحية الإفريقية، وخلق منصة للحوار القاري المتعدد من خلال تكوين شبكة مدن ومهرجانات ومسارح إفريقية، وكذا العمل على دعم تنقل طلبة المعاهد المسرحية بين الدول الإفريقية والفنانين والتجارب والمشاريع الفنية المسرحية أيضا، وعمل الوزارات الوصية على قطاعات الفنون والمؤسسات التابعة لها - والخاصة أيضا - على توفير التدريب والوُرش وتطوير التكوين المستمر في دول القارة الإفريقية، عبر إنشاء شبكات للتدريب والإبداع والنشر تغتنم امتيازات الثورة الرقمية والثروة الثقافية، وذلك من أجل تبادل وتطوير الممارسات المبتكرة للتواصل من أجل خلق جماهير إفريقية واعية متتبعة للشأن المسرحي والثقافي بشكل عام.
تخلل فقرات حفل الختام مشاركة المغنية الكاميرونية Nelly'O zouga نيلو زوغا وفرقتها الموسيقية. كما تم عرض شريط فيديو قصير حول الأنشطة المختلفة في الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي بالرباط.
وتميزت أمسية ختام فعاليات النسخة الأولى من مهرجان المسرح الإفريقي بإعلان رئيسة لجنة التحكيم الممثلة القديرة ذات الأصول الغوادلوبية والهندية نتالي فيراك عن جائزة أفضل عمل مسرحي، والتي أشادت باسم لجنة التحكيم بجهود كل صناع العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة، وكانت جميعها تحمل قضايا إنسانية ومحلية وتقترح رؤى فنية وجمالية متعددة، لتعلن في الأخير بأن أعضاء لجنة التحكيم قرروا بالإجماع بعد نقاشات مستفيضة حول كل العروض التسعة المتنافسة على الجائزة، منح الجائزة الكبرى لمهرجان المسرح الإفريقي مناصفة بين عرضين مسرحيين هما:
- مسرحية “لا اسم لي” لفرقة (مركز الإبداع الفني والثقافي موفونا) من دولة جزر القمر – تأليف وإخرج سوميت أحمد عن نص كريستوف تاركوس، تشخيص سوميت أحمد.
- مسرحية "كان يا مكان التنورة" لفرقة (كور سين / CORP’SCENE) من المغرب تأليف سناء عاصف ومحمد أمين بودريقة، إخراج محمد أمين بودريقة، تشخيص سناء عاصف وسانغكيو بانيا.
وقد تكونت لجنة تحكيم عروض الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي من: الممثلة ذات الأصول الهندية والغوادلوبية ناتالي فيراك رئيسة، والمخرجة المسرحية المغربية نعيمة زيطان عضوا، والمسرحي فانسون مامباشاك من إفريقيا الوسطى عضوا، وفارغاس أساندي من ساحل العاج عضوا، وكيرا كلود غينغاني من بوركينا فاسو عضوا.
جدير بالذكر أنه شارك في هذه التظاهرة المسرحية، التي سلطت الضوء على غنى وتنوع المسرح الإفريقي المعاصر، 10 فرق مسرحية من عشر دول إفريقية مختلفة، هي: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا، وبوركينا فاسو، وبوروندي، ومالي، والكاميرون، وكينيا، وجزر القمر والبنين والمغرب.
والمسرحيات التسعة المشاركة في المسابقة فيتعلق الأمر بكل من:
- "الغضب بسرعة واحدة في الساعة" من الكامرون، إخراج بيكي بيه / "النقطة صفر" من بوروندي، إخراج فريدي ساريمبونا / "لأنني أشعر دوما بالرغية في الجري" من كينيا إخراج أوجوتو مورايا / " إهانات عادية" من غـيـنـيـا إخراج حكيم با / "لا اسم لي" من جزر القمر، إخراج سوميت أحمد / "الليلة الأخيرة للرئيس" من جمهورية الكونغو الديموقراطية إخراج رولاند مهاودين / "إنها تمطر بشراً على أرصفتنا" من البـنـيـن، إخراج سيدجرو جيوفاني هوانسو / "دموع سماء غشت" و"ماذا لو قتلتُهم جميغا سيدتي؟" من بوركينا فاسو إخراج أرسيتيد تارناغدا / "كان يا مكان التنورة" من المغرب، إخراج محمد أمين بودريقة.
أما العرض العاشر فهو "المصير الخرافي لأمادو هامباتي با" من مالي إخراج حسن قاسي كوياتي، والذي كان ضيف شرف المهرجان وخارج المسابقة، كما تم تكريم ممثله الأساسي، الفنان المالي حبيب ديمبلي، في حفل افتتاح المهرجان.
كما عرف المهرجان ثلاث لقاءات فكرية: اللقاء لأول نظم بشراكة مع المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي حول "كيفية خلق ديناميكية بين المعاهد المسرحية في إفريقيا" واللقاءين الآخرين بشراكة مع مؤسسة هبة بفضاء مقهى (لا سين) وكانا حول "وضعية المسرح الإفريقي" و"كيف يمكننا إعادة التفكير في المهرجانات في إفريقيا".