مسرحية"كاسيت شرقي":عرض عبثي يطرح الاسئلة الصعبة في مواجهة الواقع.
2022 ,24 أيلول
كفاية عوجان: صوت العرب – الاردن.
ضمن عروض مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي، قدمت مسرحية" كاسيت شرقي"،فكرة واخراج"دانا ابو لبن".
روح الشباب نابضة في المسرحية بوضوح ،  فالفكرة خارجة عن المألوف تقوم على خليط من الفلسفة العبثية  والواقعية ،في اسكتشات فانتازية تعرض مراحل وصور من معاناة الإنسان العربي ، وصراعه في البحث  للحصول على حياة كريمة  في خضم التحديات المتعددة.
والفكرة تقوم على عرض شريط حياة  لشخص، وهو  جنين  قبل أن يخرج الى الحياة ، وفهمنا في نهاية  المسرحية  ان العرض كان غير مقصود او بالخطا ، لتكون النتيجه  بالنهاية  القرار  الصادم بقرار  الانسحاب قبل بدء المعركة ، مع انني كنت مع  ترك النهايه مفتوحة  ليكون هناك احتمالية لقرار اخر، فيه مواجهة  الحياة والتحديات   . 
تبدأ  المشاهد بوضع اطارلجوانب عديده من المعاناة ،  استخدمت المخرجة 
الإضاءة والعتمة، حيث جسدت  من خلالهما صراع الأفكار والصراع النفسي الداخلي، وبما أن الأساس هو الضوء  ،كان الانسحاب  إلى أعماق اللاوعي حيث العتمة  مصنع الأفكار، قامت بصناعة  العتمة
على  مسرحٍ  تمتد  فيه العتمة بعمق ، بينما يسرح فيه الضجيج وتصول الفوضى وتجول ،تماماً كما يحدث في النفس البشرية ، ولعل اللغة المبهمة  نوع من شد المشاهد لفهم المفردات،لكنها تشكل  رؤيا ضبابية  لدى المشاهد ، وتشوش افكاره .
عرض الشريط في نهاية المسرحية  جعل بعض الاشياء الغير مفهومه في البداية واضحة نوعا ما ،وقد وظفت الأصوت والموسيقى  لتجسد  صخب الواقع ومدى التشتت .
 الديكورعلى بساطته أعطى العمق الانطباعي  المطلوب من الفكرة ، حيت التفاوت بين حجم الكرسي  بالنسبه لحجم المكاتب والطاولات اعطى لها دلالات في التدرج في  (السلطات ) ، او التسلط  ان جاز التعبير   حتى الاسم   "عبد" له دلالة  العبودبة والخضوع  لشهوات النفس ، ولأهداف وغايات  استعبدت اصحابها ، واصبحت الغايه تبرر الوسيله لفعل كل التصرفات  المنافيه للانسانية  في سبيل الخلاص الذي تمثل في حبه .
 وهنا    نتساءل بعمق  ما هو الخلاص؟  وهل الخلاص هوالموت ؟ ام تحقيق الغايات..؟ام هو شيء اخر  ..؟.
 في بداية المسرحيه  عرضت ابواب  وارى ان   الأبواب  تجسّد  المنافذ التي  يتوجب علينا أن ندخلها وتتحكم  في مصائرنا .
 مسرحية  عبثية  حيث لا زمان ولا مكان،   بل هناك العديد من الأزمنة والأماكن .
 مسرحية  تثير التساؤلات  والجدل  وتعطي المشاهد  اكثر من تفسير لما تعرضه من رموز  عن طريق سكتشات مسرحية  تعرض تشظي واقع سياسي واجتماعي في غياب الإنسانية
 للأسف ما زال أغلب  المشاهدين  للمسرح في مجتمعاتنا  لا يمتلكون القدر الكافي من النضج للتفاعل مع هذا النوع من العروض العبثية . إلا أن الاستمرار في طرح المزيد من هذه الأعمال حتماً سيكون له
حضور وأصداء جيدة وتأثير مقبول على المدى البعيد.
 جهود تستحق التقدير  وقدرات   نامل لها مزيد من التقدم  ونرى مزيد من الاعمال التي تحمل رساله.
 
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون