سترى الجمال أياً كنت واقفا أو جالساً.. إنها قناعة كارلوفي فاري الــ٥٨ .
2024 ,05 تموز
د. أمــل الجمل :صوت العرب – كارلوفي فاري.
هناك الموسيقي حاضرة بشكل يفوق أي مكان آخر، وكأنه تأكيد على مقولة وفي البدء كانت الموسيقي. هناك يمكنك أن تشاهد أفلاماً عن أشهر الفرق الموسيقي في التشيك، يتخللها الحديث عن ملامح حقبه تاريخية، كما بالفيلم التشيكي (Tatabojs.doc). هنا، تأتيك الموسيقي في أكشاك ومناطق مختلفة بجوار وعلى امتداد الطرق من وإلي فندق ثيرمال المقر الرئيسي للمهرجان، فعن يمين ويسار هذا الفندق الذي يعود للحقبة السوفيتية ستصدح أصوات المطربين بالأغاني، على وقعها سترقص الأروح قبل الأجساد. ستجد مشاهد متنوعة مثيرة للبهجة، فالإحتفال في كل مكان، بين هذا وذاك تنتشر دور العرض السينمائى بمناطق عدة في المدينة الاستشفائية الجميلة التي تعد واحدة من أشهر المصحات في العالم.   
على صعيد آخر سترى عشرات المئات من البشر يروحون ويجيئون، العشرات يقفون في طوابير أمام أكشاك حجز التذاكر منذ الثامنة صباحاً، البعض شبان وفتيات يرقدون بجوار القاعات السينمائية كي يحجزون دوراً لأنفسهم قبل أن يبدأ الفيلم بساعة أو اثنين على أمل أن يجدوا مكاناً شاغراً إذ نفذت التذاكر المباعة، يحدث هذا كثيراً، وقد لا يكون لهم حظ في المشاهد بعد كل هذا الانتظار فربما تمتلأ القاعة ويضطرون إلي البحث عن فيلم آخر يحجزون له دوراً، فيجلسون من جديد أمام أحد الصفوف، أو بجوار أحد الجدران، وأثناء هذا الانتظار يأخذون قسطاً من الراحة أو يأكلون شيئاً أو يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم البعض وهم يضحكون. آخرون يجلسون ليكتبوا مقالاتهم أو يشاهدوا أفلاماً على المكتبة الأون لاين. 
عندما أتأمل تفاصيل البرمجة والأقسام والتنظيم في مهرجان كارلوفي فاري السينمائى الدولي - الذي استهل دورته الثامنة والخمسين يوم الجمعة الماضي ٢٨ يونيو ويختتم فعالياته بعد غد السبت الموافق ٦ يوليو الجاري - أشعر بأنهم يحاولون الجمع بين الترفيه والثقافة، وربما الجمع بين هذه الثنائية يُفسر مقدرتهم على جذب واستقطاب الجماهير والحشود السنوية.
ليس هذا وحسب، لكن البرمجة ذاتها تُراعي كافة الأطياف والاتجاهات، فهناك أفلام لشريحة كبيرة من الشباب، تطرح قضاياهم وهمومهم، هناك أفلام آخرى للأسرة وعن الأسرة تناقش مشاكلها وهموما وارتباكات العلاقات بين أفرادها أو مدى قوتها، هناك نوعية ثالثة من الأفلام تصلح لأن يحضرها الأطفال، هناك أفلام عديدة عن الحب ومعضلاته، وأفلاماً عن السياسة والحروب التي تخرب عوالمنا. 
هناك أيضاً احترام وتقدير لكافة أطياف البشر، حتى ذوي الهمم لهم برامجهم، فمثلاً مشروع «لا حواجز» أصبح جزءًا لا يتجزأ من المهرجان منذ عام ٢٠٠٠ . والهدف من هذه الخدمة كما يُصرح منظمو المهرجان «هو جعل كل شيء يتعلق بزيارة المهرجان أسهل للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية. إذ يُمكن للأشخاص ذوي الإعاقة ومرافقيهم الحصول على تذاكر مجانية لدور السينما الخالية من العوائق، وخدمات المساعدة، والنقل في مركبات معدلة خصيصًا لهم في كارلوفي فاري السينمائى الدولي، وأماكن وقوف السيارات في فندق ثيرمال.  Thermal، وخدمة معلومات واسعة النطاق لمواكبة ما يجري في المهرجان. 
لقد استقطبت الخدمة العديد من الزوار المخلصين على مدى فترة وجودها الطويلة،.» ويؤكد المنظمون في تصريحاتهم أنهم ىسعداء لأنهم يرون عدد الضيوف يتزايد كل عام»، ومن هناك جاء تعبيرهم «سترى الجمال سواء كنت واقفاً أم جالساً»، فقد قامو أيضًا بتقديم عرض أزياء غير تقليدي منذ العام الماضي تحت عنوان «الجمال يبقى جميلاً سواء كان جالساً أو واقفاً»، وتم تقديم عرض آخر هذه الدورة مع العاب ترفيهية وقفز في أجواء من المرح بمشاركة ذوي الهمم كما سنرى في الصور التالية.. فتحية تقدير لفريق العمل من المحاربين المعجونين بالشغف في كارلوفي فاري السينمائي الدولي الثامن والخمسين. 
الصور من فريق مهرجان كارلوفي فاري.
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون