غدا الثلاثاء: لجنة السينما في "شومان" تعرض فيلم " الليلة الأميركية" للمخرج "فرانسوا تروفو".
2022 ,27 حزيران
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 28 حزيران، الساعة الثامنة مساء، الفيلم الفرنسي "الليلة الأميركية"، للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، وذلك في الهواء الطلق بمقر المؤسسة بجبل عمان.
فيلم الليلة الأمريكية" (إنتاج عام 1973)، واحد من أهم أفلام المخرج الفرنسي فرانسوا  تروفو، احد رواد الموجة الجديدة في السينما الفرنسية التي انطلقت في خمسينيات القرن الماضي. "الليلة الأمريكية" فيلم عن السينما نفسها تقوم أحداثه على تصوير فيلم سينمائي، فهو يمكن اعتباره فيلما داخل فيلم. عنوان الفيلم مصطلح سينمائي بالفرنسية يفسره المخرج داخل الفيلم لأحد الممثلين البديلين على النحو التالي: "المشهد سيجري في الليل ولكننا سنصوره في النهار بحيث يبدو انه ليل، وذلك عن طريق استعمال مرشحات ضوئية خاصة". فالليلة الأمريكية هي السينما التي تعكس الأمور وتظهرها بشكل يختلف عن حقيقتها.
يقوم المخرج تروفو ببطوله فيلمه هذا، ويلعب فيه دور مخرج يعمل على فيلم رومانسي جديد، وهو من خلال دوره في الفيلم يسعى لإطلاع المشاهدين على أسرار المهنة  وأسرار العاملين فيها. إنه  يكشف  الألاعيب التقنية المستخدمة في السينما ويعري الهالة المحيطة بنجومها. وفيلم "الليلة الأمريكية إذن يتحدث عن السينما عن طريق السينما نفسها. نحن نرى مجموعة سينمائية كاملة تقوم بتصوير فيلم روائي ما، ونرافق هذه المجموعة حتى انتهاء التصوير وإعلان كلمة النهاية. 
خلال هذا كله يتطرق الفيلم إلى مشاكل الصناعة السينمائية، سواء من حيث علاقتها بالإنتاج والتمويل او من ناحية تأثير العامل الإنتاجي على الإخراج، بما قد يؤدي احيانا إلى تشويه الفيلم وحذف او إضافة مشاهد لأسباب لا علاقة لها لا بالسيناريو الأصلي ولا برغبه المخرجين، فخبر موت أحد الممثلين المفاجيء  في الفيلم يخلق للمخرج، في بحثه عن حل يساعده على إتمام إخراج الفيلم بدون الممثل الراحل، مجموعة مشاكل مترابطة ، بعضها يتعلق بمنطق الحدث والسرد والاستمرارية، وبعضها بظروف التصوير، وبعضها يتعلق بالتمويل وبالتزامات المنتج أمام شركة التأمين، وغير ذلك.
في " الليلة الأمريكية" نحن أمام فيلمين معا، الأول هو الواقع ( العمل على إخراج الفيلم والمشاكل الشخصية للعاملين فيه)، والثاني هو السينما نفسها (الفيلم المصور داخل الفيلم).
يتكرر في الفيلم مشهد استرجاعي (فلاش باك) مصور بالأبيض والأسود نرى فيه المخرج طفلا يسير ليلا في شوارع المدينة باتجاه دار للسينما وهو يحمل عصا غليظة، فيحطم زجاج لوحة الإعلانات حيث توجد صور دعائية  للقطات من الفيلم ويسرقها، ويتأملها كانها نوع من السحر. فهل اكتشف الطفل وقد أصبح مخرجا زيف هذا السحر؟؟، وفقد العالم السحري الذي كان يراه في طفولته سحره بعد ان أصبح مخرجا يعرف لعبة السينما؟ الفكرة التي يمكن تلمسها في الفيلم أن المخرج يريد القول أن السينما في جوهر امرها بعيدة عن الحقيقة، وأن الممثلين هم أبعد الناس عن الصدق، حيث يضطرون دائما إلى أداء أدوار شخصيات نقيضة لهم، ويكشف الفيلم جانبين لكل ممثل، واحد عندما يعيش وثان عندما يمثل.
حاز الفيلم في حينه على أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة اجنبية، إضافة إلى إحدى عشر جائزة توزعت ما بين أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة ثانية.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون