2022 ,28 آذار
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم الثلاثاء الموافق 29 آذار، الساعة 6:30 مساء في مقر المؤسسة بجبل عمان، الفيلم الأميركي "المواطن كين" للمخرج أورسن ويلز.
في عام 1941 قدم أورسن ويلز حين كان في الخامسة والعشرين سنة من العمر رائعته السينمائية "المواطن كين" الذي اكتسب على مر السنين لقب "أعظم فيلم أنتج في تاريخ السينما" حتى ذلك الوقت كان أورسن ويلز معروفاً في الأوساط المسرحية والإذاعية كفنان مبدع، إلا أن فيلم "المواطن كين" كان باكورة أفلامه السينمائية.
يروي فيلم "المواطن كين" قصة صحفي يجري تحقيقاً في حياة تشارلز فوسر كين، وهو ناشر سابق لصحيفة نيويورك انكوايرر وصحف عديدة أخرى ومرشح سابق لمنصب حاكم ولاية نيويورك وواحد من أكثر شخصيات القرن العشرين ثراء ونفوذ. يبدأ التحقيق بعد وفاة الناشر الشهير عن طريق سلسلة من المقابلات مع أقرب الناس الذين عرفوه أو عاشو معه وبينهم الناقد الفني في صحيفة نيويورك أنكوايرر والصديق السابق له ومدير اعماله السابق وزوجته الثانية وغيرهم ممن يحكون قصصاً مثيرة عن كين ويظهرون جوانب شخصيته المختلفة التي تبرز فيها خصائصه السلبية الكثيرة. ويظهر نبوغ أورسون ويلز في براعة استخدام التصوير والمونتاج بأسلوب مبتكر وجديد في تركيب حياة وشخصية الناشر كين.
قام ويلز بإخراج فيلم "المواطن كين" وانتاجه وتمثيل دور البطولة، واشترك في كتابة قصة وسيناريو الفيلم، ونجح في تقديم أعظم عمل سينمائي في تاريخ السينما الناطقة. فقد استفاد ويلز من العناصر الأساسية المستخدمة في صناعة الأفلام في فترة الثلاثينات وطورها واستخدمها بطرق مبتكرة وفريدة. وبالتعاون مع مصور الفيلم جريج تولاند ومدير المونتاج روبرت وايز (الذي تحول فيما بعد الى الإخراج السينمائي والذي تضم أفلامه الفيلم المتميز "صوت الموسيقى") أحدث أورسون ويلز ثورة في التصوير والمونتاج السينمائي، مستهلاً عهداً جديداً في صناعة السينما. كما اشترك أوسون ويلز مع الكاتب السينمائي هيرمان مانكيويكز في تقديم واحد من أروع السيناريوهات السينمائية وفازا عنه بجائزة الأوسكار.
يعد "المواطن كين" من أكثر الأفلام الأمريكية إثارة للجدل. وقد احيط تصوير الفيلم بسرية تامة بسبب موضوع قصته التي تظهر تشابهاً كبيراً بين بطل الفيلم تشارلز فوستر كين وبين شخصية الناشر الصحفي المعروف وليام راندولف هيرست في حياته العامة والخاصة. ولم يسبق لأي فيلم سينمائي حتى ذلك الوقت أن تناول شخصية أمريكية على قيد الحياة بمثل تلك الجرأة والصراحة.
يصف النقاد فيلم "المواطن كين" بأنه فيلم الظلال والصدى (فشخصية كين شخصية عملاقة جوفاء، فهذا الرجل أعطى الكثير من الوعود، لكنه لم يحقق منها شيئاً) كان هذا هو الوصف الذي وصف به كاتب القصة (بيرجز) تلك الشخصية عندما قال ان "المواطن كين" هو هوة بلا قاع. وينصرف ذلك الوصف الى الفيلم ذاته، فالفيلم لا يشرح الكثير عن غموض الشخصية.
وفي كتابه روائع السينما العالمية يكتب نيل سينيارد: (يولد الفيلم إحساساً بالذهول والحيرة ولمسة من الكآبة يزيد من تعقيدها أسلوب الحوار المعقد والمؤثرات الصوتية وتداخل الحوار. وكلها أساليب أكد من خلالها المصور جريج تولاند قدراته الإبداعية في استخدام الكاميرا التي ساعدت بلقطاتها على أن تولد ذلك الإحساس).
إن كين يعتبر بلا شك رمزاً للبطل الأمريكي فقد تجسدت فيه أسباب القوة والإمكانات وكذلك التناقضات في الحياة الأمريكية ذاتها. هو ديناميكي نشيط يتمتع بالثقة بالنفس الى درجة القسوة، ديموقراطي النزعة. ومغرور، يريد أن يحبه الآخرون ولكن وفقاً لشروطه الخاصة ولذلك يمكن أن يقال إنه يملك كل شيء برغم أنك من الممكن بسهولة أن تشك في ذلك.
