غدا الثلاثاء: "روائع الفيلم القصير" ثلاثة افلام تعرضها لجنة السينما/شومان.
2024 ,13 أيار
صوت العرب:الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة شومان، غدا الثلاثاء 14/5/2024، الساعة السادسة والنصف،ثلاثة افلام روائية قصيرة،وذلك ضمن خطة اللجنة بتعريف الجمهور، بمجموعة من الافلام الروائية القصيرة المنتقاه، التي تطرح رؤاها الفكرية، باساليب سينمائية مختلفة.
فيلم"الصوت الإنسانيّ"
يعيد الفيلم تقديم مسرحيّة جان كوكتو الكلاسيكيّة بتصوّر سينمائيّ متفرّد، مركّزًا على امرأة تعاني من الانفصال وتخوض حوارًا هاتفيًّا مؤثّرًا مع حبيبها السابق. تيلدا سوينتون، في دورها الاستثنائيّ، تجسد عمق الألم واللوعة العاطفيّة، في عرض يستكشف الحبّ والفراق وتأثير التكنولوجيا في التواصل الإنسانيّ ويذكر أنّ الفيلم صنع خلال جائحة كوفيد. الفيلم، بألوان ألمودوفار الغنيّة وتقنيّاته البصريّة، يقدّم قراءة عصريّة لنصّ تاريخيّ، معزّزًا المونودراما بأبعاد سينمائيّة جديدة.
في "الصوت الإنسانيّ"، يُبدع ألمودوفار في تقديم تحيّة للمسرح عبر ديكور المسرحيّة، إذ تقع شقة الشخصيّة المحوريّة في المسرح نفسه، مما يذكّرنا بتقنيّات فيلم "دوغفيل". هذا الأسلوب يعزّز المصالحة بين المسرح والسينما، مؤكّدًا على استمراريّة المسرح رغم الادّعاءات بأنّ السينما قد أزاحته. استخدام المونودراما يبرز الأعراف المسرحيّة داخل السرد السينمائيّ، معزّزًا الحوار بين الفنّين ومثريًا تجربة المشاهدة.
فيلم "غريبان متباعدان"
يستيتقظ الزنجي الشاب كارتر، مصمم الغرافيك الناجح، بعد ليلة قضاها مع صديقته بيري، وبعد أن يتحدث معها، يخرج عائدا إلى بيته لإطعام كلبه. يقف في الشارع لإشعال سيجارة، ليفاجأ بشرطي أبيض يعترضه ويستجوبه، وبمعاونه شرطة آخرين، يليقه أرضا ويضغط على رقبته، فيما يصرخ الزنجي: لا أستطيع أن أتنفس. وفي نفس الوقت تقوم امرأة عابرة بتصوير الحدث. في نهاية المشهد نعود إلى كارتر وهو قد استيقظ للتو. ونعرف أنه كان يحلم حلما مزعجا متكررا.
هذا المشهد الافتتاحي هو إعادة إنتاج لمشهد حقيقي حصل في أمريكا وانتهى بمقتل شاب زنجي، وأثار فضيحة كبرى. وسيستخدمه مخرج/ مؤلف الفيلم أيضا لفضح عنصرية رجال الشرطة الأمريكيين البيض في التعامل مع الزنوج وحتى الأقليات.
يبني المخرج فيلمه على أساس متتالية من عدد من المشاهد هي تكرار للمشهد الأول الذي يبدأ من استيقاظ كارتر من كابوس يلازمه كل ليلة ، إنما باختلاف بعض التفاصيل، وهو يعمل هذا ببراعة بحيث يضيف كل مشهد جديد بعدا إضافيا لفكرة الفيلم، ويزيد من تأثيره العاطفي: في الإعادة ما قبل الأخيرة للمشهد يقوم الشرطي بإطلاق النار من مسدسه على كارتر ويرديه أرضا، فيما نرى الدماء التي سالت منه قد تشكلت على الأرض على شكل خارطة أفريقيا.
فيلم "الولد، القنفذ، الثعلب والحصان"
الفيلم من إخراج بيتر بينتون وتشارلي ماكيسي. هذا الفيلم القصير مقتبس من كتاب الأطفال الذي يحمل نفس الاسم، وهو أحد أشهر الكتب في العصر الحديث.
يتابع الفيلم ولدا يضيع في وسط غابة ثلجية ويحاول يائسا  العثور على منزله. ثم يلتقي مع القنفذ الودود والحكيم. يقترح القنفذ على الولد اتباع النهر للعثور على منزله، وهكذا تبدأ المغامرة.
في منتصف الرحلة ، يلتقي الاثنان بثعلب. على عكس القنفذ ، يقال إن الثعلب عدواني، لكن يتبين مسالم ولديه شعور كبير بالتعاطف، إنما بطريقته الخاصة، وهكذا ينظم للولد والقنفذ في رحلة البحث.
الفيلم أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية للمشاهدة العائلية، إلا أنه أيضا مناسب للبالغين، وهو يطرح فكرة مهمة ومفيدة، لكن بدون وعظ، حول كيف نفعل الخير لبعضنا البعض، ونكتسب الأصدقاء، ونتجرأ على  مواجهة التحديات.
يتمز الفيلم بأسلوب خاص في تلوين الرسوم المتحركة بما يشبه التلوين بالأوان المائية التي تعطي للمنظر صفاءه وشفافيته. كما انه يعتمد على الحركة في الصور بدون حوار.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون