غدا الثلاثاء: لجنة السينما / شومان تعرض الفيلم الدنماركي" في عالم أفضل"للمخرجة" سوزان بيير".
2022 ,19 كانون الأول
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق 20كانون الأول في تمام الساعة السادسة والنصف مساء الفيلم الدنمركي "في عالم افضل" من اخراج" سوزان بيير".
بين معسكر لاجئين فى السودان ومنزل طبيب فى الدنمارك يتهدد زواجه بالانهيار، تدور كاميرا المخرجة الدنماركية «سوزان بير» فى فيلمها «فى عالم أفضل»، الذى تنافس به على جائزة أوسكار أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام ٢٠١١. 
يستعرض الفيلم كيف مزقت الحرب البسطاء في السودان، ويقارن بين العنف الدائر هناك وأسبابه، وذلك الذي يستشرى في المجتمع الدنماركى خاصة فى المدارس، حيث يعانى ابن أنطون من المعاملة السيئة من زملائه له الذين يصفونه بالفأر السمين، هذا على الرغم من الصورة المتقدمة التي يبدو عليها المجتمع هناك،
 فالطبيب أنتون المتطوع ضمن منظمة أطباء بلا حدود وساحة عمله بلد أفريقي، قد توزع بين عمله الذي كرس له جل وقته وبين ابنه الياس الذي تركه مع والدته في الدنمارك.
 لقد وصلت علاقته بزوجته الى حد الطلاق، فاختارا، كنوع من مراجعة الذات، الإنفصال المؤقت. سينعكس هذا الوضع على ولده الذي كان يتعرض للاضطهاد من بعض زملاء مدرسته. كانوا يسمونه الأرنب لكبر أسنانه الأمامية وصمته.
 في هذا المناخ الموزع، سارت أحداث "في عالم أفضل" بين عالمين: أحدهما يعيش الحرب الأهلية حيث فعل القتل عادي ومألوف، وآخر يسكن بعيدأً، آمناً وبارداً، يعاني من مشاكله الخاصة ويواجه الموت بشكل مختلف، بصخب ووحشية أقل، لكنه يحدث ذات القدر من الوجع، الذي لا أحد يعرفه مثلما عرفه ابن الثانية عشرة، كريستيان حين فقد أمه بعد صراع طويل مع السرطان.
 لقد ترك موتها أثراً عميقاً في نفسه فصار عدائياً يكره أباه والعالم. سيتخذ من اليأس صديقاً يشاركه كل أفعاله العدائية والانتقامية، ضد قوة مجردة، غيبية تسببت بموت أمه دون الناس فيميل الى تجسيدها عبر "الانتقام" من والده معتقداً انه كان يتمنى موتها كرهاً، ومن كل من يسيء اليه والى صديقه. 
على هذين المستويين أو العالمين، اشتغلت سوزان بير، فنقلت موقفها الفلسفي والوجودي منهما، من مجتمعها الدنماركي وكل تناقضاته، على ما يعيشه أناسه، من ترف ورخاء قياساً بالعالم الآخر، الممزق والدموي، الذي يشهده الطبيب السويدي بأم عينيه. وبقدر تجنبها الوقوع في السطحية والكليشيهات الأخلاقية المتعلّقة بفكرة الانتقام أو نقيضها، أي التسامح والمغفرة، جربت سوزان بير مقاربتهما بحذر من دون الإخلال بالبناء الدرامي للفيلم. لقد تكررت كلمات "الغفران" و"العنف"، خلال مشهد ضرب الميكانيكي للطبيب السويدي في الحديقة العامة والتزام أنتون، رغم ذلك، الهدوء. ربما كان في كل هذا نوع من الموعظة أو الدعوة المسيحية: إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن أدر له الأيسر! ولكنها راحت، في ذات الوقت، تعمق نقيضها في الجزء الإفريقي من العالم، حيث القانون السائد هناك: العين بالعين!  بحضور هذين الموقفين عمقت سوزان من قيمة عملها. لقد تجنبت السقوط في "التراجيديا" السهلة فبقيت على مسافة منها، من دون أن  تترك المشاعر تفلت وتتبدد مجاناً. 
تتحدث المخرجة عن الفيلم الذي تدور أحداثه في عالمين مختلفين تماما (أفريقيا و أوروبا، فتقول»: يربط العنف بين العالمين، فكما يعانى السودان من الحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية، ينتشر العنف في الدنمارك، وليس العنف فقط بل الرغبة في الانتقام، التي ينظر لها الكثيرون على أنها شيء سلبي، وفى الحقيقة هي أمر يجب تفهمه، لأن جميعنا يفكر فيها لحظة استيائنا من شخص ما أو تسببه في مكروه لنا، ولذلك طرحنا الفيلم للعرض في الدنمارك باسم «الانتقام»، وكان من الممكن أن أسميه «التسامح» لأن مع هدوئنا تجاه الرغبة في الانتقام، قد تنشأ فضيلة التسامح، لكنني وجدت أن اسم «التسامح» سيكون تقليديا ومملا كعنوان لفيلم". تضيف المخرجة اخترت أن يكون اسم الفيلم «في عالم أفضل»، وهو الأنسب، لأنه يستعرض الصعوبات الكبيرة التي في العالم المتمدين لكي يكون أفراده أكثر تطورا ويتمتعون بأكبر كم من الكماليات، بينما هناك كفاح فى العالم الثالث للحصول على الاحتياجات الأساسية.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون