غدا الخميس:لجنة السينما/ شومان تعرض الفيلم السوري "الطريق" في اخر ليالي الفيلم العربي.
2024 ,14 آب
رانية حداد:صوت العرب-الاردن.
ضمن ليالي الفيلم العربي،الذي تقيمه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يعرض يوم غد الخميس 15/8/2024،الفيلم السوري"الطريق" للمخرج "عبداللطيف عبدالحميد"، وذلك في قاعة السينما بالمؤسسة بجبل عمان في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، والساعة الثامنة في الهواء الطلق. 
في تجربته الأخيرة ترك عبدالحميد هذه الشراكة مع نفسه، لينجز بالتعاون مع الكاتب الراحل عادل محمود (1946-2022) سيناريو فيلمه الجديد "الطريق" (جائزة أفضل سيناريو في مهرجان قرطاج السينمائي)، لا يشي عنوان الروائي الطويل (المؤسسة العامة للسينما) بأفلام سينما الطريق (رود موفي) التي أصبحت أقرب إلى تيار فني في السينما العربية والدولية، فالفيلم لا قرابة له بهذا النوع من الأشرطة التي اتخذت "الطريق" عنواناً ومكاناً رئيساً لأحداثها، فلا حل ولا ترحال في (طريق) عبد اللطيف كما هي الحال مثلاً مع رائعة المخرج التركي- الكردي يلماز كوناي (1937-1984) التي حملت العنوان نفسه وانتزعت السعفة الذهبية في مهرجان "كان" 1982، ولا مع فيلم "الطريق"- 1964 للمصري حسام الدين مصطفى عن قصة بالعنوان نفسه لنجيب محفوظ. 
يعالج عبداللطيف عبدالحميد في فيلمه"الطريق" موضوعاً لصالح الطفل الذي سوف تجمع الهيئة التدريسية على أنه غير صالح للتعلم بسبب مشكلات إدراكية لديه، ونعرف ذلك من خلال رسالة توجهها إدارة مدرسة القرية لجده صالح (موفق الأحمد- جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج السينمائي).
يخفي الجد الرسالة التي تلقاها من حفيده الذي يعيش معه بعد وفاة والدته، وهجرة أبيه (ماجد عيسى) للعيش والعمل في حقول رميلان النفطية شمال شرقِ (وليس شرقي – هذا خطأ) سوريا. تبدأ أحداث الفيلم ببيع الجد لقطعة أرض وبناء مدرسة خاصة لحفيده الصغير، بعد أن يوهمه بأن الرسالة التي تلقاها من إدارة المدرسة تقول عنه بأنه طفل عبقري، وهذه العبقرية تحتاج إلى مدرسة يدرس فيها وحده، وإلى معلمين استثنائيين له في اللغة العربية والرياضيات والفيزياء والعلوم كي يجاروا عبقريته. 
هكذا تبدأ رحلة الجد مع حفيده الذي يتطور بشكل مطرد في استيعاب دروسه، لا سيما بعد أن يكلف الجد حفيده بتدوين كل ما يحدث على طريق القرية على دفتر صغير، هنا يلجأ عبد اللطيف إلى بعد رمزي من خلال الشخصيات التي تظهر أو تمر ملوحة على طريق القرية. فهناك المرأة (رباب مرهج) التي باع زوجها أرضه للزواج بأخرى، والرجل المريض بالبواسير (مأمون الخطيب) بعد إخفاق طبيبه بإجراء عمل جراحي له، والمربية (تماضر غانم) التي تكفلت برعاية الطفل صالح بعد موت أمه وإرضاعه من عنزتها الشامية، والشاعر (أحمد كنعان) الذي يلقي قصائد لسعيد عقل وعمر أبو ريشة وعنترة.
هذه المجموعة من الشخصيات الثانوية تصبح خطوطاً سردية في رواية "الطريق" التي سوف يقوم الجد بتحريرها وتنقيحها وطباعتها باسم حفيده بعد أن يعود من دراسة طب الأعصاب في فرنسا، مستفيداً مما دونه صالح في صغره عن الطريق، ويجمع الجد أهالي القرية للاحتفال بحفيده، ويكشف على الملأ حقيقة الرسالة التي تلقاها من إدارة مدرسة صالح قبل سنوات طويلة، وليصبح الحفيد الشريد الذهن والفاقد التركيز ذلك الطبيب الناجح في مقاربة لقصة المخترع الأميركي توماس أديسون (1847-1931) الذي ترك المدرسة في سن مبكرة بعد أن قال عنه معلموه بأنه غير صالح للتعلم.
ثنائية الجد والحفيد في الفيلم أبعدت الصيغة التقليدية للعائلة السورية، وابتعدت عن دور الأب والأم في حياة الأبناء، في إسقاط على أم ميتة وأب مهاجر نتابع قصة حب مع فتاة (راما زين الدين) من عمر صالح، تهديه أرغفة الخبز وتكشف حقيقة أمره وقصوره عن فهم دروسه، لكن هذه العلاقة لا تلبث أن تتطور من ثمانينيات القرن الفائت وصولاً إلى زمن غير محدد، ويبدو أن عبداللطيف حاول الهروب في عدم تحديد زمن القصة من مقاربة أية أحداث سياسية مرت بها البلاد، معتمداً مجموعة من رجال القرية الذين يذهبون ويجيئون على الطريق طيلة زمن الفيلم للعراك مع أهالي قرية مجاورة، لكن دونما جدوى في تحقيق ولو نصر واحد على خصومهم.
رانيه حداد
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون