2024 ,13 آب
صوت العرب:الاردن.
ضمن ليالي الفيلم العربي،الذي تقيمه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يعرض الفيلم اليمني” عشرة ايام قبل الزفة” للمخرج “عمر جمال”،وذلك يوم غد الاربعاء 14/8/2024 وذلك في قاعة السينما بالمؤسسة بجبل عمان في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، والساعة الثامنة في الهواء الطلق.
يعدّ فيلم "عشرة أيّام قبل الزفّة" للمخرج عمر جمال إنجازًا بارزًا في تاريخ السينما اليمنيّة. فهو أوّل فيلم يجري إنتاجه وعرضه في اليمن منذ توحيد البلاد عام 1990، ممّا يجعله علامة فارقة في المشهد الثقافيّ اليمنيّ ككلّ، لا في صناعة السينما أو الترفيه فحسب.
تدور أحداث الفيلم في مدينة عدن، حيث يتابع قصّة الشابّ مأمون الّذي قام بدوره خالد حمدان والفتاة رشا الّتي قامت بدورها سالي حمادة، المخطوبين، اللّذين يواجهان تحدّيات متعدّدة متشابكة قبل زفافهما منذ اليوم العاشر قبل الزفّة. إذ يحاول مالك البيت الّذي تقيم فيه عائلة الفتاة الّتي خسرت بيتها في حرب 2015 إفشال زواجهما، لتكون الفتاة من نصيبه. لكنّ الفيلم يتجاوز كونه مجرّد قصّة حبّ تقليديّة، إذ يقدّم صورة عميقة ومؤثّرة عن الحياة في اليمن المعاصر في ظلّ الظروف الصعبة الّتي خلّفتها الحروب المتوالية وآخرها وأقساها حرب 2015.
يتميّز الفيلم بمزيجه الفريد من الفكاهة وتطوّر الحبكة باتّجاه التأزيم والعمق العاطفيّ، حيث ينجح في الموازنة بين لحظات الدراما والرومانسيّة والفكاهة. ويستدخل الغناء العدنيّ الحديث بأسلوب يلامس الذوق الشعبيّ المتأثّر بالسينما المصريّة التجاريّة وربّما السينما الهنديّة أيضًا. كما يقدّم نظرة ثاقبة على التحدّيات الاجتماعيّة والثقافيّة في المجتمع اليمنيّ، مبرزًا قدرة الشعب على الصمود والتكيّف في وجه الصعاب.
يحسّن المخرج الّذي ساهم في كتابة السيناريو تأزيم المواقف الاجتماعيّة وتصعيد التأزيم، وإعطاء متنفّس كوميديّ لكي لا يقع في الكآبة، ومن الجوانب المميّزة للفيلم تصويره بالكامل في عدن واعتماده على فريق عمل وطاقم تمثيل محلّيّين، ممّا يضفي عليه أصالة وواقعيّة ملموسة. وقد نجح المخرج في تقديم مدينة عدن ليس فقط كخلفيّة للأحداث، بل كشخصيّة محوريّة في حدّ ذاتها، ممّا يعمّق الارتباط العاطفيّ للمشاهدين بالقصّة، وهذا ما يفسّر اللقطات البعيدة الّتي استخدمت الكاميرا المسيرة.
حظي الفيلم باهتمام دوليّ كبير، إذ جرى ترشيحه رسميًّا لتمثيل اليمن في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبيّ. كما شارك في العديد من المهرجانات السينمائيّة الدوليّة، محقّقًا نجاحات لافتة مثل جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الفيلم العربيّ بالدار البيضاء، وجائزة الجمهور في مهرجان الفيلم العربيّ بسان دييغو.
يضيف الفيلم لمسات إبداعيّة فريدة من خلال دمج فواصل غنائيّة تؤدّي تحيّة لأحد أهمّ الموسيقيّين في عدن، ورغم ذلك ينفرد بأغان كتبت من أجله، واستخدمت في ترويج الفيلم، واستخدم الفيلم في ترويجها.
يعدّ "عشرة أيّام قبل الزفّة" تجربة سينمائيّة غنيّة تستحقّ المشاهدة. فهو لا يقدّم فقط نافذة على الحياة في اليمن، بل يحمل أيضًا رسالة عالميّة عن قوّة الحبّ والأمل في مواجهة الصعاب. إنّه إنجاز يبشّر بمستقبل واعد للسينما اليمنيّة ويؤكّد على قدرة الفنّ على تجاوز الحدود والصعوبات وإيصال الأصوات المهمّشة إلى العالم، ويشير الفيلم إلى قوّة الأمل وقدرة الإنسان على التكيّف في وجه الصعوبات ما دام هذا التكيّف تكافليًّا جماعيًّا، ويلامس بوضوح قضايا المرأة، ويقدّم صورة غير نمطيّة عن وضع المرأة في اليمن.