غدا الثلاثاء:لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الفيلم السعودي "أغنية الغراب" للمخرج" محمّد السلمان".
2023 ,10 تشرين الأول
صوت العرب:الاردن.
ضمن "ليالي الفيلم الخليجي – صعود سينما شابة"،تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 10/10/2023، الفيلم السعودب"اغنية الغراب" في تمام الساعة السادسة والنصف وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.
بعد أربعة أفلام قصيرة يطالعنا الكاتب والمخرج السعوديّ محمّد السلمان بفيلمه الروائي الطويل الأوّل “أغنية الغراب” (2022)، وقد فاز الفيلم بعدد من الجوائز في مهرجان أفلام السعوديّة، كما رشّحته السعوديّة لأوسكار عن فئة فيلم دوليّ، عرض الفيلم في دور العرض السعودية، ثمّ عرض على منصّة نتفلكس.
يحكي الفيلم قصّة الشاب ناصر (يلعب دوره الممثّل السعوديّ عصام العوّاد) الذي يعاني من مرض عصبيّ، وقد يكون مرضه سبب ضبابيّة تصوّره عن العالم، ومطاردته لغزًا تتداخل فيه الشاعريّة والعشق مع عالم الجريمة  بطريقة فريدة نادرة في السينما عموما، لتشكّل حبكة الفيلم الذي تتفلّت سرديّته من الحبكة الرئيسة، دون أن يستعين بحبكات مساندة.
كعادة كثير من الأفلام الأولى للمخرجين الكتّاب يحمل الفيلم هموما ذاتيّة تتسرّب إلى المُشاهد محمولة على جناح الحميميّة غير ملزمة بمنطق واضح، والفيلم يبوح باللمسة السرياليّة فيه سريعًا، ويخبرنا منذ المشاهد الأولى أنّنا أمام فيلم تتداخل فيه الأحلام بالواقع، وأنّنا لن ننجح بالتمييز بين العالمين المتداخلين، فالواقع الغريب المتفلّت من المنطق، لا يختلف عن الأحلام بصورة جذريّة.
يحمل الفيلم مقولات ثقافيّة عديدة، إذ يلامس عددا من القضايا المتعلّقة بالتحديثات التي تمرّ بها المملكة العربيّة السعوديّة بطريقته الخاصّة جدًّا، فيتناول الصراع بين التقليديّة والحداثة أدبيّا ومعيشيّا، وربّما يكون ها الصراع الذي نراه في مجتمعاتنا العربيّة دافعًا رئيسا وراء خيارات السرد العجائبية التي أخذها المخرج. وقد سبق أن رأينا عددًا من الأعمال التي تتبنّى مدارس جديدة في السرد تخرج من السعوديّة سابقًا لكنّها كانت مسلسلات منشورة على الإنترنت، وجه الفرادة في هذه القصص أنّها وإن كانت تحكى بترتيب زمنيّ محدّد، فمن يشاهدها سيصعب عليه سرد القصّة دون أن يفقدها سحرها، فجمال القصّة محمول على شكل روايتها، لا على الحبكة، على أنّ الحبكة في هذا الفيلم لا يعوزها شيء لكي تكون قصّة في فيلم بوليسيّ مثلا.
الخيارات الفنّيّة المتطرّفة خالية من الاستعراض، فهي مدفوعة بمعنى القصّة أساسا. لهذا، قد تتنوّع ردّات الفعل على الفيلم الذي سيظلّ يبدو ملغزًا حتّى نهايته، وربّما تستمرّ بعض الأفكار الواردة فيه بكونها ملغزة بعد انتهاء المتلقّي من مشاهدته، إذ يأتي حلّ الحبكة موضّحًا أنّ صانع الفيلم لم يكن يعبث خلال القصّة رغم غرابة الشخصيّات، وغرائبيّة الأحداث التي تأتي دون سياقها. إذن علينا أن ننظر إلى كثير من الأمور الواردة فيه بوصفها رموزا لا أحداثًا سرديّة أو أوهام شخص لديه مرض عصبيّ.
الفيلم متقن من حيث الجودة في تصويره وإخراجه وتصميم الصوت فيه ومن كلّ جهة ممكنة.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون