الفيلم اللبناني "دفاتر مايا" للمخرجين "جوانا حاجي توما وخليل جريج" يعرض في فرنسا.
2022 ,14 كانون الثاني
صوت العرب:باريس.
يبدو فيلم “دفاتر مايا” للمخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج، الذي يجمع الأجزاء المفككة لذاكرة عائلة لبنانية في كندا، وتبدأ عروضه في فرنسا الأسبوع المقبل، أشبه بناج من ظروف تتراوح بين انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا.
فقد كان من الممكن ألا يرى هذا الفيلم النور، إذ أن الزوجين جوانا وخليل أنهيا تصوير عملهما الثالث هذا قبل أن يعصف انفجار المئات من الأطنان من نيترات الأمونيوم بمرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020 ما أوقع أكثر من مئتي قتيل والآلاف من الجرحى، مخلفا الدمار والفوضى في أنحاء واسعة من العاصمة اللبنانية.
ومن بين ما دمره الانفجار يومها شقة المخرجين ومقر شركة الإنتاج وقسم كبير من أعمال الزوجين المخزنة بالقرب من المرفأ. وقال جريج خلال مهرجان برلين السينمائي الأخير الذي اختير الفيلم للمشاركة في مسابقته الرسمية إن الفيلم “يعبّر بشكل لا يصدق عن الواقع الحالي”.
واحتار المخرجان بعد الانفجار في ما إذا كان ينبغي الإبقاء على المشهد المهم في نهاية الفيلم، حيث يلتمّ شمل الأسرة تحديدا في مرفأ بيروت المضاء. ورأت حاجي توما أن الكارثة “تعطي قيمة إضافية للفيلم وهذا الأمر مزعج ومحزن في آن”.
وفي هذا الفيلم الذي تنطلق عروضه في فرنسا ابتداء من الأربعاء المقبل، تعود الجروح والأسرار الحميمة عندما تفتح حفيدة العائلة التي تدعى أليكس، وتقيم في كندا وتحديدا فيمونتريال، طردا ضخما وصل من بيروت. وتجد داخله دفاتر وأشرطة كاسيت ومجموعة صور تشهد على حياة أخبروها عنها القليل، خلال سنوات الحرب الأهلية التي عاشتها والدتها مايا في بيروت، قبل أن تهاجر.
وهذا الماضي الذي أبقته مايا محصورا بالصور القديمة وشاءت أن تنساه، نفضت الغبار عنه ابنتها أليكس وهي تحمل الهاتف الذكي. وقالت جوانا حاجي توما “بدأت القصة عندما وجدت دفاتر كتبتها لمدة ستة أعوام في ثمانينات القرن الماضي لصديقتي التي غادرت للعيش في باريس”.
وهذه الذكريات عن بلد “يشعر أهله بأنهم لا يتشاركون تاريخا موحدا”، “نسجت” بالآلاف من الصور التي التقطها زوجها خليل في الفترة عينها في لبنان، ما أتاح للثنائي أن يروي قصة الفيلم المتخيّلة.
 


2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون