2023 ,13 نيسان
فوزي الخطبا :صوت العرب – الاردن.
ضمن البرنامج الثقافي الدوري الذي تقيمة "مجموعة اّفاق اللغة" برئاسة السيدة" سوسن زعرور"،وقع الاختيار على رواية"بريد الليل" للكاتبة اللبنانية المقيمة في باريس"هدى بركات".
وتحدث الاديب الناقد "فوزي الخطبا"، عن الكاتبة، والرواية، ودار بعدها حديث شارك فيه اعضاء المجموعة، حول اهمية هذا الاسلوب الادبي الذي وظفته الكاتبة في بناء الرواية، كما تم التوقف عند الرسائل باشخاصها وظروفها وتباينها.
في "صوت العرب" ننشر القراءة التي قدمها الاستاذ "فوزي الخطبا" في اّفاق اللغة حول رواية"بريد الليل".
الروائية هدى بركات، روائية لبنانية ولدت عام ١٩٥٢، ودرست الأدب العربي، عاشت فترة من الزمن في بيروت في البدايات من حياتها، ثم رحلت إلى باريس، وتابعت دراستها العليا، هناك عملت في الترجمة والصحافة والتدريس، منحتها الحكومة الفرنسية رتبة الفارسة في الأدب والفنون ثم حصلت على وسام الاستحقاق، وفي أثناء الحرب الأهلية في لبنان بدأت كتابة مجموعتها الأولى القصصية (زيارات)، وفي أثناء كتابة القصة بدأت كتابة روايتها الأولى (حجر الضحك) ونشرتها عام ١٩٩٠ ، وهي من أوائل الروايات التي كتبت عن المثلية، وفي عام ١٩٩٣
نشرت رواية (أهل الهوى)، وقد حازت على شهرة كبيرة عربيا وعالميا وترجمت إلى اللغة الإيطالية والإسبانية والفرنسية، وفي عام 2001، نشرت رواية أخرى بعنوان(المياه) وقد ترجمت إلى الإنجليزية وكان لها صدى في الأوساط الثقافية والأدبية، زارت المملكة المتحدة لحضور أول بث لمجلة بانبيال، وهي من المجلات المختصة في الأدب العربي المعاصر، تكتب جميع أعمالها الإبداعية في الرواية والقصة القصيرة والمسرح باللغة العربية على الرغم من أنها عاشت فترة طويله في فرنسا، تزوجت الروائية هدى بركات من زميلها في الجامعة محمد العبد الله، وأنجبت منه ابنًا وابنه، وفي عام 2012 نشره رواية بعنوان(ملكوت هذه السماء)، و نافست على جائزة مان بوكر الدولية، وفي عام 2017 نشره رواية (بريد الليل)، وفي عام 2019 نافست على الجائزة ذاتها وفازت عام 2019 بجائزة البوكر، وشاركتها ست روايات في القائمة القصيرة، واختيرت روايتها أفضل عمل روائي مكتمل شروطه الفنية و الإبداعية، ولما في نصوصها الإبداعية من براعة في تقنيات السرد، وقدرة على بناء ممكنات تخيلية تستوعب تحولات الواقع، و ترددات الذات الإنسانية، فقد جاءت عوالم رواياتها بحثًا عن معنى في فوضى الواقع بما يكشف عن هشاشة الكائن واضطراب الهويات، وذلك في لغة روائية مقتصدة وإيقاع سريع سردي متنوع نقطة
ولقد صدر لها العديد من الأعمال الأدبية(جسر الضحك، واصل الهوى، و حادث المياه، وسيدي وحبيبي، و ملكوت هذه الأرض، و رسائل الغربية، و مسرحية بالعامية اللبنانية "فيفا لا ديفا")، وحصلت على العديد من الجوائز منها جائزة الناقد الرواية عن روايتها الضحك وجائزة نجيب محفوظ عن رواية المياه.
رواية "بريد الليل" .
تقع الرواية في 128 صفحة من الحجم المتوسط، وتتوزع على ثلاثة فصول، الفصل الأول يحمل الاسم (خلف نافذة).
تأتي الرسالة الأولى من رجل إلى حبيبته يسرد لها عن حكايته بفقدانه الصلة بأهله بسبب قيام الحرب وإقامته الكئيبه والمعتمه في مكان بائس لا يغادره أبدا لأنه يعاني من هواجس وإرتياب، متوهمًا أن هناك من يراقبه من أجهزه المخابرات ويرصد كل تحركاته وسكناته ويراقبه أينما حلَّ وأرتحل.
بطريقه سريه يعيش بلا اوراق رسميه وكان معارضا سياسيا في السابق، قبل ان يتحول الى تاجر مخدرات اما الرساله الثانيه تخطها انامل سيده من احد الفنادق الاوروبيه الى حبيبها الذي تخلف عن موعده معها منذ سنوات، خلت وتحكي له من خلال رساله عن ماضيها هل سيعود الى الوطن بعد الثوره ام ان الوقائع سحقته، وتاتي الرساله الثالثه من خلال ابن يكتب إلى والدته من احد المطارات يحكي لها عن قصه اعتقاله على يد العسكر والتعذيب الذي تعرض له في المعتقل، حتى يعترف بما لا يعرف إلى ان قامت هبت رياح الربيع العربي واستطاع الهروب من السجن وفر هاربا خارج الوطن.
اما الرسالة الرابعة تكتبها إحدى السيدات إلى اخيها تحكي فيها عن مغادرتها لبيت العائله بعد طلاقها من زوجها وترك ابنها والهروب عن طريق البحر هربا من واقعها المؤلم والقاسي.
اما الرساله الخامسه هي صرخه فؤاد مكلوم من ابن إلى ابيه يبث فيها احزانه الداكنه والاعتراف لكل ما يجول في قلبه من آلام وتداعيات وقول ما لم يسطع قوله منذ زمن طويل، ولعل من أهم دواعي كتابة هذه الرواية هو مشاهدة المهاجرين الهاربين من بلدانهم في قوراب الموت الذي ينتظرهم في كل مكان. بقدرة فائقة أستطاعت الروائية ان تسبر ما في أعماق شخصيات الرواية وتكشف ما في داوخلهم من حزن، و آلام، وفقر، وهواجس، لقد عاش أصحاب هذه الرسائل فترة تاريخية صعبة قاسية من تاريخ الحروب الاهلية في لبنان، وشهدوا الخراب والدمار والخوف وخيبات الأحلام مما جعلهم يكتبوا هذه الرسائل بحرقة ساخنة حادة على لسان الروائية، كما أن ساعي البريد لم يوفق في إيصال الرسائل إلى اصحابها.