تحليل الخطاب السياسي في المسرح الأردني: تجربة د.مِخلد الزيودي أنموذجا.للفنانة"دلال فياض".
2023 ,14 شباط
الفنانة الباحثة دلال فياض
الباحثة تناقش قضية المسرح وتأثيره ومواكبته للقضايا التي تهمّ وتمسّ الجمهور من ناحية، وأيضاً تكشف مدى جديته وجدية القائمين عليه في طرح هذه القضايا من ناحية أخرى.
تهدف الدراسة لفهم وتحليل الخطاب السياسي الذي قدمه المسرح الأردني من خلال تحليل مسرحيات المخرج د. الزيودي.
توصية بتفعيل دور النقاد والباحثين والمتخصصين في تقيم الأعمال المسرحية، من أجل تحسين أداء المسرح والقائمين عليه
صوت العرب: الاردن.
لم تنتبه مؤسسات البحث العلمي والجامعات الاردنية،الى اهمية تسليط الضؤ على حركة المسرح الاردني،اسوة بالمؤسسات العربية، التي اعطت مساحة هامه من بحوثها للمسرح.
الفنانة"دلال فياض"، وفي خطوة جرئية تسجل لها، تفتح هذا الباب، وتختار تجربة مسرحية للمخرج والاكاديمي"د. مخلد الزيودي"،وهي تجربة مختلفة ،وناضجة الى حد كبير، سوا من حيث مقترحاتها الفكرية والجمالية، او من حيث ملامستها لواقع الانسان العربي، في جرأة كبيرة، بعيدا عن الشعارات، والخطابية المباشرة المقيته،انما ضمن رؤية واعية، منسجمة مع الدور الحقيقي للمسرح في الحياة،وكانت المسرحيات الثلاث التي اختارتها الفنانة"دلال فياض" كموضوع بحث وتحليل لرسالتها،قد حققت احتراما كبيرا على مستوى الجمهور، وعلى مستوى النقاد،وشكلت اضاءات حقيقية في مسيرة المسرح الاردني المتراجع في طروحاته الفكرية والفنية.
المخرجة"دلال فياض"،جاءفي رسالتها " تحليل الخطاب السياسي في المسرح الأردني: تجربة د.مِخلد الزيودي أنموذجا."،والتي اشرف عليها الاستاذ الدكتور عزت حجاب، عميد كلية الاعلام في جامعة الشرق الاوسط.كتبت في ملخص الرسالة"هدفت الدراسة إلى تحليل الخطاب السياسي في المسرح الأردني والقضايا السياسية التي تناولها وكيف تم طرحها، من خلال تحليل المحتوى لثلاث مسرحيات أردنية، من إخراج د.مِخلد الزيودي وهي: مسرحية الكفالة، ومسرحية إلى إشعار آخر، ومسرحية الرخ.
استخدمت الدراسة المنهج النوعي، وتكون مجتمع الدراسة من مسرحيات الكاتب والمخرج الأردني مِخلد الزيودي ما بين عامي 2010-2020، واعتمدت الدراسة أسلوب تحليل المحتوى للمسرحيات مجتمع الدراسة.
ومن أهم النتائج التي توصّلت إليها الدراسة، أن المسرحيات عينة الدراسة ناقشت مواضيع متنوعة كالمواضيع السياسية والثقافية والاجتماعية والوجودية، وكانت المواضيع السياسية هي المواضيع الأكثر طرحاً في المسرحيات عينة الدراسة. وتبنت المسرحيات المبحوثة صيغة الخطاب غير المباشر من خلال اللغة العربية الفصحى في طرحها للقضايا السياسية. كما استخدمت المسرحيات الاستمالات العاطفية والوجدانية لإثارة عواطف الجمهور ووجدانه وتوصيل رسالتها السياسية. أخيراً، قللت المسرحيات الثلاث من توظيف عناصر العرض المسرحي المتعلقة بالسينوغرافيا والمؤثرات البصرية والصوتية وحتى الإيماءات لصالح الكلام المقال والحركة.
ودعت الدراسة مراكز البحث والباحثين الأكاديميين لتعميق دراسة الخطاب السياسي في المسرح الأردني، وطرح قضايا سياسية بعينها محددة بعيدا عن الطرح العام للموضوعات السياسية. كما أوصت الدراسة القائمين على صناعة المسرح الأردني بضرورة توظيف عناصر المسرح جميعها في إيصال الرسائل المختارة (المؤثرات البصرية والصوتية والسينوغرافيا وغيرها).
مشكلة الدراسة
مشكلة الدراسة تتلخص في التعرف على الخطاب السياسي في المسرح الأردني، من خلال تحليل التجربة المسرحية للأكاديمي والمخرج المسرحي مِخلد الزيودي، وذلك لما فيها من مواكبة للتغيرات التي طرأت على المسرح الأردني عموماً، والخطاب السياسي الذي يتناوله هذا المسرح، فهي تمثل أنموذجاً لما يمكن تسميته المسرح السياسي الأردني صاحب المضامين السياسية والقضايا التي مسّـت الشارع الأردني وهمومه وقضاياه.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة لفهم وتحليل الخطاب السياسي الذي قدمه المسرح الأردني من خلال تحليل مسرحيات المخرج الأردني مِخلد الزيودي، وينبثق عن هذا الهدف جملة من الأهداف نذكر منها:
1. التعرف على الموضوعات التي تناولها المسرح الأردني من خلال تحليل مسرحيات المخرج مِخلد الزيودي.
2. التعرف على الموضوعات السياسية التي تناولتها هذه المسرحيات.
3. التعرف على الخطاب المسرحي الذي استخدمه المخرج مِخلد الزيودي في مسرحياته لتناول القضايا السياسية التي تحدث عنها.
4. التعرف على الأهداف السياسية التي سعى المخرج لتقديمها من خلال مسرحياته.
5. التعرف على الاستمالات المستخدمة في طرح القضايا السياسية التي تناولها المسرح الأردني.
6. التعرف على دور الشخصيات المؤدية التي استخدمها المخرج.
7. التعرف على سمات التي تحلت بها الشخصيات التي استخدمها المخرج.
8. التعرف على اللهجات التي استخدمها المخرج .
9. التعرف على فئات الدعم (السينوغرافيا، المؤثرات البصرية والصوتية، الايماءات) التي استخدمها المخرج مِخلد الزيودي في مسرحياته.
أهمية الدراسة
تكمُن أهمية هذه الدراسة في كونها تتطرق لمتغيرين هامين وهما الخطاب السياسي والمسرح الأردني، حيث تناقش قضية المسرح وتأثيره ومواكبته للقضايا التي تهمّ وتمسّ الجمهور من ناحية، وأيضاً تكشف مدى جديته وجدية القائمين عليه في طرح هذه القضايا من ناحية أخرى، حيث تنقسم الآراء حول المسرح ما بين من يرى بأن دوره ينحصر بالترفيه ومن يرى أن له أدواراً أخرى على رأسها التأثير من خلال نشر الوعي والتغيير.
الأهمية التطبيقية
كان للمسرح تاريخياً أداوراً عدة ومهمة وكان ناقلاً ومعبراً عن قضايا المجتمع، ومن الأهمية بمكان معرفة ما قدّمه المسرح الأردني خلال مسيرته وتجربته الموصوفة بالحداثة، ومن هنا تكمن أهمية البحث التطبيقية بكونه سيدرس الخطاب السياسي الذي قدّمه المسرح الأردني وكيفية تناوله لقضايا سياسية منها ما هو محليّ ومنها ما هو عربيّ ومرتبطٌ بوجدان المواطن وحياته اليومية.
الأهمية العلمية
إنّ نُدرة الدراسات في هذا المجال (حسب علم الباحثة)، تعطي أهمية إضافية للدراسة الحالية التي تتناول الخطاب السياسي في المسرح الأردني، حيث أن هذه الدراسة ستساهم في تحفيز العديد من الباحثين ومراكز الدراسات للاستفادة من نتائج هذه الدراسة في إجراء دراسات أخرى حول المسرح الأردني ودوره في تطوير الحياة الثقافية والاجتماعية للمواطنين الأردنيين.
أسئلة الدراسة
تحاول الدراسة الإجابة على السؤال الرئيس التالي: كيف قدّم المسرح الأردني القضايا السياسية من خلال تحليل مسرحيات المخرج الأردني مِخلد الزيودي؟ ويتفرّع من هذا السؤال، الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما الموضوعات التي تناولها المسرح الأردني من خلال تحليل مسرحيات المخرج مِخلد الزيودي؟
2. ما الموضوعات السياسية التي تناولتها هذه المسرحيات ؟
3. ما الخطاب المسرحي الذي استخدمه المخرج في مسرحياته لتناول القضايا السياسية التي تحدث عنها؟
4. ما الأهداف السياسية التي سعى المخرج لتقديمها ؟
5. ما الاستمالات المستخدمة في طرح القضايا السياسية التي تناولتها المسرحيات الثلاث؟
6. ما دور الشخصيات المؤدية التي استخدمها المخرج ؟
7. ما السمات التي تحلت بها الشخصيات التي استخدمها المخرج في مسرحياته؟
8. ما اللهجات التي استخدمها المخرج ؟
9. ما فئات الدعم (السينوغرافيا، المؤثرات البصرية والصوتية، الايماءات) التي استخدمها المخرج مِخلد الزيودي في مسرحياته؟
وتم تحديد فئات التحليل بما يترابط مع مشكلة الدراسة وتساؤلاتها وشكل موضوع التحليل ومضمونه. ولتحليل محتوى مسرحيات مِخلد الزيودي عينة الدراسة، تم الاعتماد على فئات تحليل رئيسة مقسمة إلى جزئين: فئات: " ماذا قيل؟" و" كيف قيل؟" وتم تقسيم الفئات على النحو التالي 
فئات "ماذا قيل؟"
أولاً: فئات المواضيع التي تناولتها مسرحيات مِخلد الزيودي عينة الدراسة.
     تضمنت مواضيع: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، دينية، علمية، وجودية.
ثانياً: فئات المواضيع السياسية التي تناولتها المسرحيات عينة الدراسة.
     تضمنت هذه المواضيع: الظلم والاستبداد، الجوع والفقر، الاحتلال، الصراعات، نظرية المؤامرة، السلام والامن، الديمقراطية، حرية التعبير، الفساد.
ثالثاً: فئات تحليل الخطاب التي تناولتها المسرحيات عينة الدراسة.
    تضمنت هذه الفئة: خطاب مباشر، وخطاب غير مباشر.
رابعاً: فئات الأهداف السياسية التي تناولتها المسرحيات.
    تضمنت هذه الفئات: المطالبة بالحق، رفع الظلم، تحقيق العدالة، التحرر، اثارة السخط، التوعية، التثقيف السياسي، كشف الحقيقة، تنوير الراي العام، التدعيم والتعزيز.
خامساً: فئات الاستمالات التي استخدمتها المسرحيات.
     تضمنت هذه الفئات: الاستمالات العقلية، العاطفية، الوجدانية والاستمالات المختلطة.
فئات "كيف قيل؟"
سادساً: فئات دور الشخصيات المؤدية في مسرحيات مِخلد الزيودي عينة الدراسة.
     تتضمّن هذه الفئات: شخصيات رئيسية، شخصيات ثانوية.
سابعاً: فئات السمات التي ظهرت بها الشخصيات في المسرحيات.
    تتضمّن هذه الفئات: الحدة في الخطاب، الاستنكار، الخوف، القلق والتوتر، الحزن والبكاء، الغضب، التعجب، الابتسامة والسرور، الاستهزاء والسخرية، الرفق واللين.
ثامناً: فئات اللهجة التي استخدمت في المسرحيات.
     تتضمّن هذه الفئات: الفصحى، العامية، مزيج من الفصحى والعامية.
النتائج العامة للدراسة
• بينت الدراسة أن المسرحيات الثلاث المبحوثة ناقشت عدة مواضيع، كالموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والوجودية، فيما غاب عنها طرح أي موضوع ديني.
• كان للمواضيع السياسية النصيب الأكبر في المسرحيات الثلاث مقارنة مع بقية المواضيع التي طرحتها العروض المسرحية.
• الموضوعات السياسية العامة (محلية، عربية، دولية) هي الموضوعات التي غلبت على المسرحيات الثلاث التي تجنبت تقريبا طرح قضية سياسية محددة بعينها. ومن بين هذه المواضيع التي تناولتها المسرحيات الثلاث: الظلم والاستبداد، الفقر والجوع، نظرية المؤامرة والاحتلال.
• تبنت المسرحيات الثلاث المبحوثة صيغة الخطاب السياسي غير المباشر والذي غلب على معظم العروض المسرحية.
• الأهداف التي تبنتها المسرحيات الثلاث بغالبها جاءت واحدة وهي تتكامل مع الموضوع السياسي الذي أولته المسرحيات اهتمامها، كما جاء ملبيا ومواكبا للقضايا الأخرى التي شغلت الشارع المحلي والعربي في الفترة السياسية السابقة والراهنة. 
• الاستمالات العاطفية والوجدانية هي الأكثر استخداما بالمسرحية، وهذه إحدى أداوت المسرح والدراما والفنون عموما، أي إثارة العواطف ومخاطبة وجدان الجمهور.
• في مسرحيتين من المسرحيات الثلاثة المبحوثة، غابت الأدوار الثانوية عن شخصيات العرض المسرحي ما يعني أن اهتمام المخرج كان مباشراً لإيصال رسائله السياسية وأهدافه من العرض المسرحي.
• اللغة العربية الفصحى هي الأكثر استخداما في المسرحيات الثلاث مجتمعة، ما يعني جدية الخطاب لدى المخرج أو صناع العمل المسرحي.
• قللت المسرحيات الثلاث من توظيف عناصر العرض المسرحي المتعلقة بالسينوغرافيا والمؤثرات البصرية والصوتية وحتى الإيماءات لصالح الكلام المقال والحركة.
التوصيات
توصي الباحثة بما يلي:
• دعوة مراكز البحث والباحثين الأكاديميين لتعميق دراسة الخطاب السياسي في المسرح الأردني، وذلك لما يشكله المسرح من أهمية في التأريخ لمراحل سياسية مهمة، وكذلك لكونه أداة للتعبير.
• دعوة القائمين على صناعة المسرح الأردني لطرح قضايا سياسية بعينها محددة بعيداً عن الطرح العام للموضوعات السياسية، وذلك لكون المسرح وسيلة للتعبير عن تطلعات الشعوب وقضاياهم ومشكلاتهم وأحلامهم وآلامهم.
• دعوة القائمين على صناعة المسرح الأردني لتوظيف عناصر المسرح جميعها في إيصال الرسائل المختارة والمواضيع والأهداف، وذلك لما تضفيه من جمال على العرض المسرحي، والمقصود بهذه العناصر هي المؤثرات البصرية والصوتية والسينوغرافيا وغيرها.
• ربط صناعة الدراما عموماً والمسرح بشكلٍ خاص بمراكز الأبحاث والدراسات في الجامعات من أجل توفير دراسات وأبحاث علمية حول المجتمع وقضاياه.
• تفعيل دور النقاد والباحثين والمتخصصين في تقيم الأعمال المسرحية، من أجل تحسين أداء المسرح والقائمين عليه، ولرفع مستوى الأعمال المحلية للمنافسة عربياً وعالمياً.
• العمل على إدراج مادة تعليمية في المدراس متعلقة بالمسرح ومن الصفوف الأولى، وذلك لترسيخ فكرة المسرح وأهميته في أذهان الطلاب منذ الصغر.
 
 
 
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون