البنية التعبيرية في نصوص ( ستارة زرقاء شفافة ) للكاتبة "اطياف رشيد".
2022 ,12 تشرين الأول
د.جبار حسين صبري: صوت العرب – العراق.
مقدمة :
تتجلى الكتابة في مصاف التجنيس المسرحي بصعوبات كبيرة لكونها كتابة لم يعتدها بالكثرة التي يتضح عن طريقها انموذج التجنيس ولم تجد الوفرة من المعرفة اللازمة التي ترسم بوضوح الطبيعة المكوناتية التي ترسم خارطة التأليف المسرحي لكي يكون مسوغا للاقبال نحو التوافق مع هذا التجنيس ولقد عانى الواقع الفني في هذا المجال من شحة تدوينات النص من جهة وكذلك من الكيف التقني للكتابة الذي طالما لم يكن موفقا ولاسباب مهارية في لعبة بناء النص .
ستارة زرقاء شفافة عنوان مجموعة النصوص المسرحية للمؤلفة اطياف رشيد والتي يمكن اجمالها بانها من النصوص ذات الفصل الواحد وهذا العنوان يمكن تبيان سلسلة من الملاحظات التي اشكل عليه على نحو :
1- لكون ان قيمومة الفن المسرحي يعتمد الفعل الدرامي اصلا جاءت اغلب العنوانات للنصوص من حيث انسجامها مع الشفرة اعلاه على نحو المقاربة مع الفعل ولم تبتعد عنه باتجاه المقاربة مع الوصف كما يتضح ذلك في عنونة : ستارة زرقاء شفافة .
2 – يرتبط الفن المسرحي بشفرة الفعل الدرامي الذي يحضر الان . اي استخدامه الحدث الحاضر في زمنه اصلا لكن العنوان بالغ في التوجه حين اعطاه الوصف متاعا اعلانيا لمتن المجموعة من النصوص المسرحية .
3 – الحبكة / الحدث / الفعل / تعاقبات صريحة لعنوان الشخصيات التي تتطارح عن طريقها النصوص المسرحية وبالتالي ما يكون من عنوان يقتضي ان يكون في حدّ تلك الشخصيات وتحت دلالات احداثها لكن ان يكون متجاوزا عليها سوف يؤرخ لانقلاب نتحسسه ابتداء مخالفا لطبيعة الانسجام التوظيفي مع المجنس في انظومة الخطاب المسرحي .
اذن ، العنوان وصف لما يراد منه ان يكون بوابة الدخول الى المتن النصي . انه عتبة لم تكن من عملات الفعل الدرامي ويمكن لنا وعلى وفق التصور الكلي للمجموعة المسرحية ان نعطي اسباب الوصف ازاء قضية العنونة لأغلب النصوص بل هي السمة العامة في انتقاء شكل العنونة للنصوص جمعاء مثل : سماء بيضاء ، معطف اسود ، نافذة بحجم كف …
أ – جاء العنوان منسجما مع الطبيعة الدلالية المضمرة لحمل موضوعات النصوص وغالبا ما جاء سقفا للرسالة المبطنة التي تتفتق عند الكاتبة كموجهات خفية تريدها لتحريك القارئ من بطون المعنى المقصود لا من ظواهر الاحاث الجارية .
ب – كانت أغلب النصوص تدفع احداثها استنطاق الامل الذي يساور الكاتبة لاجل تخطي مأساة احداثها بالتماثل مع احداث نصوصها . هذا الامل تجاوز سيرورة البناء والتجنيس بل ينزاح تماما الى ضفة الرغبة والتماهي السايكو ثقافي لدى الكاتبة لكي تعيد توجيه القارئ في تحديد املها كنتائج لكل مسببات تلك الاحداث .
البناء :
في البنية التعبيرية لهيكل او معمار النص المسرحي مقتضيات لوحة المشهد المسرحي المرتبطة بلوحة الذات التي تعمل على ارتسام تلك الهيكلة بالتنسيق فيما بينهما : اللوحة كمعمار هندسي المستنطقة مع خلجات الذات في تحقيق او ايجاد احداث النص كوقائع درامية في مفترض التجنيس المسرحي .
في نصوص ( ستارة زرقاء شفافة ) يلتف البناء الدرامي لمجمل الحدث حول نفسه وهو بذلك يؤكد الطبيعة الهندسية التي يقف عندها النص التعبيري في بنيته ويؤكد شرط بناء اللوحة بذاتها . هنا يكون الزمن مسطحا لان ما يحدث يحدث لكل ازمنة الاحداث في واقعة الحدث الان . كذلك المكان . كذلك اللغة كذلك كل مرموزات الافعال في أشكال جرياناتها . لكن ما نلحظه في انموذ ج ابنية اغلب النصوص في هذه المجموعة يمكن تأشيره على النحو الاتي :
1 – محاولة ربط التشخيص داخل انظومة التعبير واللعب في مزاوجة المذاهب الفنية وهو جاء على هاجس تداعيات الكاتبة في طرح سايكو – اسلوبها في تحقيق نمطها التدويني جعل ذلك الربط الخروج من سلوك الدائرة الواحدة التي تلتف على نفسها بالبناء الى سلوك تعدد صدى تلك الدائرة على نحو حلزوني يعبر كل صدى الدائرة الاصل لينشق بالتبعية عما كان اصلا للبناء في تردد الصدى تصاعديا نحو الانتهاء من الحدث ذاته .
2 – البناء سلسلة من الطبقات التي لها فعل حدثي واحد يمتلئ في نفسه وحسب وهذا الامتلاء يجعل صيغة الانشطار صيغة لتكرار البناء من داخله لا من خارجه .
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون